عندما تتلقي الآم خبر الحمل تشعر بالسعاده والخوف من الموعد المرتقب، تبدآ الآم بشراء كتب تعليميه في كيفيه ...تنشئه وتربيه طفلها الوليد....ذلك بالضبط كالاستعداد للسفر الي مكان ما
ذلك يشبه الي حد كبير وجودك في طائره..في نهايه الرحله آنت تستعد للهبوط في رآسك عشرات الخطط تتسابق لتنفيذها فقط تنتظر قرارك الاخير، فجآه تنظر من نافذه الطياره فتري الغيوم وتبتسم تكاد لاتستطيع الانتظار فآنت منذ فتره طويله تنتظر هذه الرحله المشوقه لايطاليا..
فجآه تسمع صوت المضيفه معلنا وصول الطائره: الرجاء ربط الاحزمه استعدادا للهبوط ! مرحبا بكم في هولندا
تصيح انت بلا وعي!! هولندا! !ماذا تقولون؟ لا لا لا..هناك خطآ بلا شك!! يبدو آن المضيفه آخطآت. تستعلم منها فتقول لك نعم ياسيدي ماقلناه صحيح...فتصيح بها ولكني انا لم استعد للذهاب الي هولندا؟ من المفترض ان تهبط الطائره في ايطاليا!تعتذر المضيفه و تخبرك بان الطائره ستهبط اضطراريا في هولندا!
تبدآ بالارتباك والقلق فلقد جهزت نفسك سابقا لرحله الي ايطاليا،،انت اشتريت الكتب السياحيه الخاصه بايطاليا!
ولقد تعلمت لمده كيف تقول بضع كلمات ايطاليه “مرحبا، شكرا، مع السلامه”؟ ولقد اعددت قائمه بالاماكن التي تريد زيارتها في ايطاليا! برج بيزا المائل...قنوات البندقيه في فينيسيا والدومو في ميلانو! وحتي انك جمعت قائمه بآفضل المطاعم الايطاليه والاكلات الايطاليه المفضله لك؟
بينما انت تندب حظك السيء ..ويآكل التوتر افكارك...وتشعر بالدوار وبان الالوان امامك لون واحد هو “الآسود”
انت بهذه الطريقه تضيع رحله قد تكون شيقه وممتعه في هولندا!
انت تريد الذهاب الي ايطاليا!! فلقد قلت للجميع با٫نك ذاهب الي ايطاليا...ماذا سيقول الناس عنك!! ثم انت تريد الذهاب كما سافر اصدقاؤك هناك..تريد ان تعيش نفس التجربه! ولكن كل خططك بائت بالفشل بسبب تغيير الخطه في اخر لحظه!
بينما انت تقضي سويعاتك في لوم نفسك او لوم الطيار او المضيفه او مكتب السفريات او اي احد حولك! انت تضيع لحظات اجمل في اكتشاف هولندا...بينما انت تندب حظك في ضياع رؤيه برج بيزا المائل انت حرمت نفسك من فرصه رؤيه حدائق كيوكينهوف بما فيها من آزهار الزنبق والنرجس وزهور الربيع والتي تضم ٧ ملايين زهره..
ايطاليا...هي انتظارك لطفل ..هولندا: هو اخبارك بتشخيص طفلك بالتوحد..
* بينما البعض قد يعيشو في حزن او قد ينعزل وويتقوقعو علي انفسهم! بعضهم الاخر يؤمن بآن لكل شيء حكمه! ويبدآ باكتشاف نقاط قوه اطفالهم المصابين بالتوحد و مهاراتهم المميزه التي قد تضاهي الاطفال الغير مصابيين بالتوحد! احسم قراراك؟
(القصه مستوحاه من مقال إميلي بيرل كينغسلي/ ١٩٨٧ (ام لطفل من ذوي الاحتياجات الخاصه
د. علا سكر
جميع الحقوق محفوظه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.